الإنتاج الحيواني و أفكار لتطويره

2023-09-19 16:15:20

يعزي نقص الإنتاج الحيواني في مصر بالنسبة لعدد السكان الي انخفاض الإنتاج في السلالات المصرية للسلالات العالمية و يعزي أيضا الي انتشار الامراض و عدم الرقابة فضلا عن النقص  الحاد خامات في الاعلاف و استيرادها من الخارج .

و يجب علاج هذا النقص لسد حاجات الملايين المتزايدة من السكان من المنتجات الحيوانية و زياده استهلاك الفرد الواحد من الالبان و اللحوم و البيض و التوسع في تربيه الحيوان يساعد علي تنوع محصولاتنا و عدم الاعتماد علي محصول واحد و اهم نقطه هنا هي لكي يستغل الفلاح مدخراته القليلة في صوره جاموسه او بقره او راس من الغنم او 100 دجاجه و هذه وسيله من وسائل تحقيق الملكية الصغيرة لصغار المزارعين و وسيله من وسائل زياده دخلهم و رفع مستوي معيشتهم و لمجابه الزيادة السكانية السريعة و التي بلغت اكثر من اثنين مليون  مولود في العام .

و لتحسين الإنتاج الحيواني و زيادته يجب العمل علي تحسين الابقار و الجاموس بانتخاب الممتاز منها و الاستغناء عن الرديء مع اختيار افضل الطلائق و احسنها و عدم ذبح الاناث القادرة علي انتاج الصغار و عدم ذبح الصغار قبل بلوغ وزن مناسب و العمل علي عدم تشغيل الاناث و تركها تتخصص في انتاج اللبن الحليب اما العمل فيمكن استعمال الآلات باتباع النظم التعاونية و العمل علي زراعه و توفير خامات  الاعلاف الخضراء و الجافه و عدم تصديرها خارج البلاد هذا مع تبصير المربي بطرق اختيار الغذاء الكافي المناسب لحيواناته و يجب ان نعلم ان تحسن المستوي الغذائي للحيوان يؤدي الي تحسن مضطرد في انتاج اللحوم و الالبان ويجب رفع المستوي الصحي للحيوانات الزراعية مع مكافحة الامراض التي تتعرض لها بعد ان قدرت الخسائر التي تسببها الإصابة بالأمراض و الطفيليات بمقدار 35% و قد تزيد عن ذلك أحيانا و قد اقترح احد المؤتمرات الزراعية علي مصر ان ترفع مستوي انتاجنا من اللبن الحليب الي 300% و من اللحم الي 450% لكي يرتفع مستوانا الغذائي كمستوي باقي الدول الأوروبية بدلا من الاعتماد علي الاستيراد .

ان للمنتجات الحيوانية دور هام في رفع المستوي الغذائي فلهذه المنتجات فأئده حيوي هامه اذ ان تعميمها و انتشارها يرفع مستوي التغذية و كلنا يعلم ما تقاسيه بعض طبقات الشعب محدودة الدخل وهي الغالبة من امراض سوء التغذية التي تهدم قواهم الجسدية و الذهنية و توقف النمو و لتعويض ما يتهدم من خلايا الجسم نحتاج الي بروتين اللحم و اللبن و البيض و لهذا يجب ان يكون الغذاء كافيا في كميته متوازنا في عناصره محتويا علي الفيتامينات اللازمة و بغير ذلك لا ينمو الجسم نموه  الطبيعي فيصبح معرضا لفتك جراثيم الامراض المعدية و غيرها بل يتأثر العقل و تنحط قواه و لا شك ان الاهتمام بتربيه الحيوان و انتاجه يترتب عليه وفره منتجات الحيوان الغذائية و رخص ثمنها فتصبح اللحوم و الالبان و منتجاتها في متناول الجميع فتسهم بأوفى نصيب في رفع المستوي الصحي و مكافحه امراض سوء التغذية .

و التوسع في تربيه الحيوان ليس صعب المنال فالدنمارك كانت في الربع الأخير من القرن الماضي من اكبر البلاد انتاجا للقمح و كانت من الدول المصدرة و لكن نظرا للتوسع في زراعه القمح في الولايات المتحدة و الارجنتين و ارجواي و استراليا و غزوهم الأسواق الأوروبية بالقمح الرخيص مما سد أبواب تصدير قمح الدنمارك فما كان منها الا ان غيرت وضعها الزراعي من بلد ينتج الحبوب الي بلد ينتج اللبن الحليب و اللحم و البيض و عندما اخذت الدنمارك بهذا التحول الجريء لم تكن تملك حيوانات لبن ممتازة اذ كان متوسم انتاج البقرة من اللبن الحليب في عام 1865 نحو 1000كيلو جرام و لكن بعد مضي مائه سنه من ابتداء التحول بلغ متوسط انتاج البقرة الدنماركية  3000كيلو جرام أي ان انتاجها اصبح ثلاث مرات قدر انتاجها الأول و ما علينا نحن المصريين الا ان نعمل في عزم و تصميم لنبلغ ما بلغته الدنمارك في تحسين انتاجها الحيواني .