دور الكروم في صحة وتغذية الدواجن.. بقلم ا.د/خالد جعفر

2022-10-05 07:03:34

أهمية الكروم في تغذية الدواجن وصحتها

الكروم (Cr) هو معدن أساسي تم اكتشافه لأول مرة في الفئران بواسطة Schwarz و Mertz وفي البشر بواسطة Jeejebhoy وآخرون عام 1977. على مدار العقدين الأخيرين، أصبح معروفًا أن الكروم يلعب دورًا حيويًا في إنتاج الثروة الحيوانية والدواجن. وهو معدن دقيق أساسي مطلوب لاستغلال البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات، والأحماض النووية، بالإضافة إلى تنشيط بعض أنظمة الإنزيمات وتثبيت البروتين.

خصائص الكروم وتأثيره الحيوي

يُصنف الكروم كأحد العناصر الانتقالية، ويظهر في أشكال متعددة من التكافؤ: ثنائي، ثلاثي، وسداسي التكافؤ. الشكل السداسي التكافؤ يُعتبر مادة سامة ومسرطنة، بينما الشكل الأكثر استقرارًا هو الكروم ثلاثي التكافؤ (Cr+3)، والذي يُعتبر الشكل الفسيولوجي النشط. من المهم معرفة أن المصادر العضوية للكروم تتمتع بتوافر بيولوجي أعلى بعشر مرات من المصادر غير العضوية، ويُمتص بروبيونات الكروم بشكل أكثر كفاءة مقارنة ببعض المصادر الأخرى.

الأيض الغذائي للكروم في الدواجن

يمتص الجسم الكروم ثلاثي التكافؤ عبر الجهاز الهضمي، حيث يدور في الدم مرتبطًا بالترانسفيرين أو بروتينات البلازما. تعتمد فعالية توزيع الكروم في الجسم على العمر والشكل الكيميائي. وتلعب الأحماض الأمينية وحمض الأسكوربيك والأكسالات دورًا هامًا في تحسين امتصاص الكروم من الأمعاء. بالمقابل، الكروم غير العضوي يرتبط بشكل غير قابل للذوبان مع المواد غير المهضومة، مما يقلل من امتصاصه.

تأثير الكروم على التمثيل الغذائي

الكروم معدن أساسي يساهم في استغلال الكربوهيدرات، البروتين، والدهون. يعمل الكروم كعامل مساعد لنشاط الأنسولين، مما يعزز من امتصاص الجلوكوز في الجسم. أظهرت الأبحاث أن مكملات الكروم تقلل من تركيز الجلوكوز في الدم وتحسن حساسية الأنسولين في دجاج التسمين. إضافة بروبيونات الكروم إلى النظام الغذائي قد يزيد من الأنسولين في الدم ويقلل من مستويات الكورتيكوستيرون، مما يعزز كفاءة التغذية والإنتاجية حتى في حالة انخفاض مستوى الطاقة في العلف.

تأثير الكروم على أداء النمو وكفاءة التغذية

أثبتت العديد من الدراسات أن مكملات الكروم تعزز كفاءة التغذية وزيادة الوزن الحي وجودة الذبيحة في الدواجن. عند إضافة الكروم بجرعات تتراوح حول 500 ميكروجرام/كجم في علف دجاج التسمين، لوحظ تحسن في زيادة وزن الجسم وكفاءة العلف خلال مرحلة النمو. كذلك، تساعد مكملات الكروم في تحسين الأداء أثناء الإجهاد الحراري.

تأثير الكروم على الصحة المناعية

يُعتبر الكروم معدنًا محوريًا لتحفيز الجهاز المناعي في الدواجن. مكملات بروبيونات الكروم قد تساعد في تحسين استجابة الجسم المضاد للتطعيم ضد الأمراض الفيروسية. كما أشارت الدراسات إلى أن الكروم العضوي يساعد في تقليل تأثيرات الإجهاد الحراري المرتبط بخفض المناعة في الدواجن، مما يعزز من تحسين الأداء العام لصحة الطيور.

تأثير الكروم على الإجهاد البيئي

الإجهاد البيئي يؤثر سلبًا على إنتاجية الدواجن، حيث يزيد من مستويات الكورتيكوستيرون الذي يعمل كمضاد للأنسولين ويقلل من استخدام الجلوكوز في الجسم. أظهرت الأبحاث أن الكروم يقلل من الآثار السلبية للإجهاد البيئي، مما يعزز كفاءة التغذية ونمو الدواجن بشكل ملحوظ.

خلاصة

الكروم هو معدن أساسي يلعب دورًا مهمًا في تغذية وصحة الدواجن، حيث يعزز من المناعة، ويحسن كفاءة التغذية، ويقلل من تأثيرات الإجهاد. وبالأخص، بروبيونات الكروم ثبت أن لها فوائد متعددة في تحسين امتصاص العناصر الغذائية وزيادة الإنتاجية وجودة الذبيحة. تعتمد المتطلبات الغذائية للكروم على نوع الدواجن، مما يجعلها موضوعًا يحتاج إلى مزيد من البحث والتطوير في تغذية الدواجن.

بقلم الاستاذ الدكنور/ خالد جعفر

استاذ التغذية والتغذية الاكلينيكية

ورئيس جامعة السادات