التسمم الغذائي للطيور
2024-05-23 12:48:03
التسسم الغذائي عند التيطور
لقد أثبتت التجارب في مجال تربية الدواجن، أن المعاملات الغذائية للدجاج، بكميات قليلة من بقايا الفواكه والخضروات، وفضلات المطبخ وغيرها من"الأطعمة البشرية"؛ يمكن أن تزود الدجاج بقيمة غذائية عالية، ذات مصدر طبيعي من البيئة، في منظومة غذائية متكاملة مع الأعلاف المصنعة المتوفرة تجارياً. وفي حين أن العديد من الأطعمة الشائعة، قد تبدو مغذية أو آمنة للاستهلاك البشري، إلا أنها في المقابل، قد تكون ضارة أو مميتة للدجاج. ويركز هذا المقال على أنواع الأطعمة الشائعة، التي قد تكون سامة بالنسبة للدجاج؛ وما الذي يجب فعله عندما يتغذى الدجاج على غذاء سام، وما هي البدائل الغذائية غير السامة بالنسبة للدجاج.
*السموم والمسممات:
المادة السامة هي مادة إما أن تكون طبيعية، أو من صنع الإنسان، وتكون ضارة على نحوٍ ما بالكائن الحى. أما السموم فهي مواد سامة، تنتجها الكائنات الحية على وجه التحديد(سواء كانت نباتات أو حيوانات أو فطريات)؛ وهذا يعني أنه يجب علينا مراعاة الغذاء نفسه، عند اتخاذ قراراتنا بشأن تغذية الدجاج، وكذلك العوامل البيئية، والإضافات التي تؤثر على الغذاء.
*علامات التسمم الغذائي للطيور:
تؤثر المواد السامة المختلفة على الأنظمة البيولوجية المختلفة للدجاج، بطرق مختلفة، وبآليات مختلفة؛ ولذلك لن يبدو التسمم الغذائي للطائر بنفس الشكل دائماً. وفي حين أنه من غير الممكن معرفة ما إذا كانت مادة سامة معينة تؤثر على الطيور من خلال العلامات السريرية وحدها، إلا أنه يجب التحقق من حدوث ذلك للقطيع بشكل متكرر، وتدوين التغييرات في سلوك الطائر؛ وهو ما قد يساعد في اكتشاف المشكلة قبل فوات الأوان. وتشمل بعض العلامات السريرية الشائعة لتسمم الطيور ما يلي:
*تزايد نسبة الوفيات في الطيور.
*فقدان الشهية عند الطيور.
*الضعف العام للطيور.
*عدم توازن الطائر، وفقدانه للتحكم في حركاته.
*إكتئاب الطائر، وانعزاله عن باقي أفراد القطيع.
*حدوث تشنجات للطائر.
*حدوث تغيرات في الجهاز التنفسي للطائر، أو ضيق في التنفس.
*إصابة الطائر بالشلل.
*حدوث إسهال للطائر.
ومما يزيد حقيقةً من تعقيد قائمة الأعراض السابقة؛ أن العلامات السريرية المدرجة يمكن أن ترتبط أيضاً بالأمراض المعدية والنظام الغذائي. وخلاصة القول: أنه بمجرد أن تلاحظ تغيراً في صحة ورفاهية طائر أو أكثر في قطيعك؛ اتصل بالطبيب البيطري. وبالإضافة إلى ذلك، قم بتوفير رعاية داعمة للطيور المتضررة من القطيع، عن طريق عزلهم في مكان آمن ودافئ، مع سهولة الوصول إلى الطعام والماء.
*أطعمة سامة.. ولكنها لذيذة !
تحتوي الكثير من الأطعمة التي نتناولها، ونعتبرها صحية، مثل الأفوكادو واللوز؛ على مركبات سامة للدجاج. وقد يبدو أن الأطعمة المصنعة لا تحتوي على أي مكونات سامة؛ ولكنها تحتوي في كثير من الأحيان على مستويات ضارة أو مميتة من الملح.
وفي بعض الأحيان، تكون أجزاء الطعام التي نتخلص منها عند الطهي، سامة للدجاج، بينما الباقي جيد. والحقيقة أن قائمة الأطعمة السامة للدجاج طويلة جداً، بحيث لا يمكن إدراجها هنا بشكل فردي؛ لذا قمنا بتقسيم الأطعمة حسب نوع المادة السامة التي تحتوي عليها:
*سموم الأفلاتوكسين:
توجد هذه العناصر في الأعلاف التجارية الملوثة، والفول السوداني القديم، والمكسرات غير المقشرة، والأطعمة المتعفنة بشكل واضح. ويتم إنتاج هذه المجموعة من السموم، عن طريق العفن(السموم الفطرية)، وخاصةً فطر(الأسبرجيللس)- Aspergillus spp. - وبعض أنواع البنسليوم. ويمكن أن تتلوث مكونات العلف المتوفرة تجارياً، مثل الذرة وفول الصويا، وكذلك الأعلاف الجاهزة المخزنة؛ بأحد هذه السموم. كما تعتبر المكسرات من المصادر الشائعة للأفلاتوكسينات؛ وخاصة الفول السوداني، مع طول فترة تخزينه وتعفنه.
والأفلاتوكسينات سامة للإنسان، وكذلك للدجاج. ويمكن للأعلاف الملوثة أن تنقل سموم الأفلاتوكسين، إلى البيض ولحوم الدجاج؛ لذا فإن مراقبة ما نطعمه لدجاجنا، بحثًاً عن علامات الوجود المحتمل لسموم الأفلاتوكسين؛ هو أمرٌ مهمٌ للغاية. فيجب دائماً تجنب الأغذية التي تحتوي على العفن المرئي؛ لكن السموم الفطرية يمكن أن تكون موجودة، حتى بدون نمو واضح للعفن. إن تغذية الطيور على الأعلاف الطازجة، المخزنة في منطقة جافة؛ يمكن أن تساعد في تجنب التسمم بالأفلاتوكسين.
وتقوم وزارة الزراعة الأمريكية باختبار الأطعمة، التي قد تحتوي على الأفلاتوكسينات، بما في ذلك الحبوب، والفول السوداني ومنتجات الفول السوداني. ومع ذلك، فإن فحص الأطعمة والأعلاف التجارية، بحثًا عن علامات العفن، قبل إطعام قطيعك؛ يعد إجراءاً مهماً، لتجنب التسمم بالأفلاتوكسين. وتشمل علامات الإصابة بالأفلاتوكسين: فقدان الشهية، وفقدان التحكم الحركي، والتشنجات، والاكتئاب، والموت.
*المبيدات:
هناك أنواع عديدة من المبيدات، بما في ذلك المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، ومبيدات القوارض المستخدمة في إنتاج الغذاء، وفي البيئات السكنية؛ والتي يمكن أن تسبب التسمم في الدجاج.
ويمكن أن يحتوي المنتج على كميات من هذه المركبات على أسطحه؛ لذا قم بغسل هذه الأطعمة جيداً قبل إطعامها لطيورك، خاصة إذا كنت تطعمها القشور. وبالإضافة إلى ذلك، يجب إبعاد الدجاج عن المناطق التي تمت معالجتها بالمبيدات الحشرية حديثاً.
وهناك عدد من المبيدات المستخدمة لمكافحة القوارض، بما في ذلك مبيدات القوارض المضادة للتخثر، والبروميثالين. وعلى سبيل المثال، قد يبتلع الدجاج طعوم مبيدات القوارض مباشرة، مما يؤدي إلى تسممه؛ لذا استخدم محطات الطُعوم المناسبة، لتجنب وصول الطيور مباشرة إلى الطُعم.
وفي حين تختلف العلامات السريرية، حسب المركب المستخدم، إلا أنه يمكن أن يحدث الضعف والإسهال والتشنجات، وفقدان التحكم الحركي، وضيق التنفس؛ في حالات التسمم بالمبيدات الحشرية. قد لا تظهر العلامات السريرية للتسمم بمبيدات القوارض على الفور، ويمكن أن تسبب مبيدات القوارض المضادة للتخثر ضعفًا وفقدانًا للشهية؛ ولكنها يمكن أيضاً أن تسبب الوفاة، دون ظهور علامات سريرية. وقد تسبب أنواع أخرى من مبيدات القوارض نوبات، وفقدان للتحكم الحركي، وشلل جزئي، وتغيرات سلوكية، وزيادة لمستويات الكالسيوم في الدم.
*مادة البيرسين:
توجد مادة(البيرسين)في ثمار الأفوكادو، وقشورها وبذورها. كما توجد في أوراق ولحاء أشجار الأفوكادو. والعديد من أنواع الطيور، بما في ذلك الدجاج، حساسة جداً لمادة البيرسين؛ فلا تسمح لطيورك بالوصول إلى أي جزء من نبات الأفوكادو.
وتشمل العلامات السريرية للتسمم بالبيرسين في الدجاج، زيادة معدل ضربات القلب، وانتفاش الريش، وصعوبة التنفس، والضعف العام والتبلد. ويمكن أن تسبب الجرعات العالية من(البيرسين)الوفاة خلال 12 إلى 24ساعة.
*الأميجدالين(السيانيد):
تحتوي بذور الفاكهة ذات النواة الحجرية، بما في ذلك المشمش والخوخ والكرز، وكذلك بذور التفاح والتوت واللوز؛ على مادة الأميجدالين، وهو عبارة عن(جليكوسيد السيانوجين). وتتحلل مادة الأميجدالين إلى سيانيد الهيدروجين عند هضمه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث التسمم بمادة السيانيد العالية السمية. وعادة ما يموت الدجاج الذي تناول جرعة مميتة من الطعام المحتوي على مادة(الأميجدالين) خلال 15 إلى 30 دقيقة. ولذلك، قم بإزالة جميع أجزاء البذور بعناية، عند إطعام دجاجك هذه الفاكهة، وتأكد من عدم وصول دجاجك إلى بقايا(السيانوجين)من هذه الأطعمة.
*الملح:
المستوى الموصى به من الملح في غذاء الدواجن هو 0.2% من الوزن، أو حوالي 1 ملليجرام يومياً، اعتماداً على وزن الطائر. وهذه الكمية من الملح موجودة بالفعل في الأعلاف التجارية. فحتى الزيادات القليلة في الملح، يمكن أن تسبب التسمم بالملح؛ لذا كن حذراً عند إطعام طيورك الأطعمة الجاهزة.
وتشمل العلامات السريرية للتسمم بالملح: العطش الزائد، والإسهال والضعف. فإذا كنت تشك في حدوث التسمم بالملح لطيورك؛ فقم بإزالة مصادر المياه والأعلاف، واستبدلها تدريجياً بكميات متزايدة من المياه العذبة، من مصدر غير ملوث على مدار بضع ساعات. وقد يؤدي الوصول الفوري، وغير المقيد إلى المياه العذبة إلى تلف الدماغ.
إن ضمان حصول قطيعك دائماً على المياه العذبة، يمكن أن يساعد في منع زيادة مستوى الصوديوم في الدم؛ وهذا مهم بشكل خاص في الأيام الحارة جداً، عندما يتبخر الماء بسرعة أكبر، وفي الأيام الباردة عندما يتجمد الماء.
*السولانين:
توجد مركبات السولانين-والشبيهة بالسولانين- في سيقان وأوراق، وأزهار الفواكه والخضروات من عائلة الباذنجانيات. وتحتوي البطاطس الخضراء-أو الفاسدة- والطماطم الخضراء أيضاً، على مادة السولانين. وتعتبر ثمار الطماطم الناضجة، والبطاطس الناضجة آمنة. بينما لا تحتوي ثمار الباذنجان والفلفل على السولانين، وهي آمنة للأكل. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر الفلفل الأحمر بعض الفوائد؛ من حيث جودة البيض، ولون الصفار، ولا تقلق، الدجاج لا يتذوق مادة(الكابسيسين)الحارة الموجودة في الفلفل، مثل البشر. فإذا قررت إطعام دجاجك أياً من ثمار عائلة الباذنجانيات؛ فقم بإزالة أي سيقان أو أوراق من الفاكهة. وبالنسبة للبطاطس، قشِّرْها للتأكد من أنها ليست فاسدة أو خضراء، ولإزالة القشرة التي تحتوي على مادة السولانين، ثم قم بإزالة أي براعم(العيون).
وتؤثر مادة(السولانين)على الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي للدجاج؛ مما يسبب فقدان الوظائف الحركية، واضطراب الجهاز الهضمي، وضيق التنفس، وفي بعض الحالات الوفاة.
*النيكوتين:
يأتي النيكوتين في أشكال عديدة، سواء السجائر، أوالدخان السلبي، والتبغ الذي لا يدخن، والسوائل، وأكياس النيكوتين الخالية من التبغ، ومنتجات الإقلاع عن التدخين. فجميع أشكال النيكوتين-وليس التبغ فقط- سامة للدجاج. فيجب على مستخدمي النيكوتين، التأكد من عدم ترك أعقاب السجائر، أو سائل السجائر الإلكترونية، أو التبغ الذي لا يدخن، أو المنتجات المحتوية على النيكوتين؛ في حظائر الدجاج، أو في الأماكن التي يتغذى فيها الدجاج. وبالإضافة إلى خطر ابتلاع النيكوتين، تمتلك الطيور أجهزة تنفسية معقدة، تجعلها حساسة للغاية للسموم الموجودة في الهواء؛ مما يجعل التدخين السلبي مصدر قلق كبير. ويمكن أن يسبب التسمم بالنيكوتين للدجاج عدة أعراض، تشمل القيء والرعشة، ونوبات الحمى، وزيادة إفراز اللعاب، وارتفاع معدل ضربات القلب والوفاة، عند تناول جرعات عالية منه بما فيه الكفاية.
ترجمة وإعداد: محمد زين العابدين
(المصدر: مجلة "الدواجن":(Chickens)الأمريكية- عدد يونيو 2022
الموضوعات المشابهه
بعد الارتفاع التاريخي.. رئيس شعبة الدواجن يكشف
تقرير رقابى: إهدار وسرقة 39% من «العجول
الزراعة:الاستعانة بخبرة نيوزيلاندا لتنفيذ نظام سلامة سلسلة
بدائل علمية لحل أزمة أعلاف الدواجن.. سلالات
شعبة الدواجن: استيراد الذرة الصفراء يؤمن قطاع
كيف تواجه "الزراعة" اللقاحات البيطرية المضروبة والأعلاف
طلب إحاطة لوزير الصناعة والتجارة بشأن ارتفاع
الزراعة تنفى توريد لحوم غير صالحة للاستهلاك
الطبيبات البيطريات يطرحن مشاكلهن على النقيب القادم
بيطريون يقودون جامعات مصر:
بريطانيا ترصد إصابات بإنفلونزا الطيور فى 17
"الثروة الحيوانية والداجنة": 5 مليارات جنيه لمشروع
تعليقات
اضف تعليق