فيروس أنيميا الدواجن

2022-10-10 11:44:08
تعتبر أنيميا الدواجن من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب صناعة الدواجن على مستوى العالم. يتميز الفيروس المسبب لهذا المرض بمقاومته لعملية التطهير والتعقيم، مما يجعله صعبًا على التخلص منه. يكمن التهديد في الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي يسببها، مثل نقص أوزان الطيور، تأخر معدلات التحويل، وتثبيط الجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك، يزيد الفيروس من معدل النفوق الذي يتراوح بين 5% و20%، وقد يصل في بعض الحالات إلى 60% في حال وجود عدوى مختلطة (Mixed Infection). في هذا المقال، سنتعرف على المزيد حول هذا المرض، أسبابه، الأعراض المصاحبة له، وطرق الوقاية منه.
ما هو مرض أنيميا الدواجن؟ مرض أنيميا الدواجن هو عدوى فيروسية تصيب الدجاج الصغير من عمر يوم وحتى أربعة أسابيع. الفيروس المسبب ينتمي لعائلة Circoviridae، ويصنف تحت فصيلتيْن: Gyrovirus، الذي يصيب الدجاج فقط، وCircovirus، الذي يصيب العديد من أنواع الطيور مثل الحمام، البط، الإوز، والكناري. يعد الفيروس أصغر فيروسات الـ DNA، وهو غير محاط بغلاف، مما يجعله مقاوماً للعديد من المطهرات.
مقاومة الفيروس للمطهرات: تتمثل خطورة فيروس أنيميا الدواجن في مقاومته للمطهرات الشائعة، حيث لا يتأثر بالكلوروفورم أو الإيثر. للتخلص منه، يجب استخدام مطهرات أكثر فعالية مثل الفينول بنسبة 50%، أو الجلوترالدهايد بنسبة 1%، أو الفورمالدهايد بنسبة 5%، ويجب أن يكون التعقيم لمدة لا تقل عن 24 ساعة.
طرق انتقال العدوى: تنتقل العدوى بفيروس أنيميا الدواجن إما عن طريق الانتقال الرأسي من الأم للكتاكيت، حيث تظهر الأعراض مبكرًا، أو عن طريق الانتقال الأفقي بين الطيور، وعادة ما تظهر الأعراض بعد الأسبوع الثاني من الإصابة.
- تأخر في النمو.
- شحوب في العرف والدلايات.
- ظهور علامات الأنيميا.
- مرض الجناح الأزرق (Blue Wing Disease)، الذي يحدث نتيجة التآزر بين فيروسي الريو وأنيميا الدواجن. يظهر اللون الأزرق بسبب النزيف في العضلات وتحت الجلد، نتيجة قلة الصفائح الدموية وزيادة سيولة الدم.
الصفة التشريحية: تظهر الأعراض التشريحية من خلال شحوب الكبد والكلية، وضمور الطحال. تظهر نزيفات تحت الجلد وفي العضلات، بالإضافة إلى ضمور الغدة التيموسية ونخاع العظام، حيث يستبدل نخاع العظام بنسيج دهني.
تأثير الفيروس على المناعة: يستهدف فيروس أنيميا الدواجن الخلايا المناعية مثل الخلايا الليمفاوية والخلايا البلعمية الكبيرة (Macrophages)، مما يقلل عددها ويضعف وظيفتها في إنتاج الـ Interleukin-1 (IL-1)، وهو جزيء رئيسي لتنشيط الخلايا الليمفاوية البائية والتائية. يؤدي هذا التأثير إلى تراجع المناعة الخلوية والخلطية للطائر المصاب.
تأثير الفيروس على الأمراض الأخرى: يضعف فيروس أنيميا الدواجن الجهاز المناعي للطيور، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض فيروسية وبكتيرية أخرى مثل الجمبورو، الالتهاب الشعبي المعدي، والنيوكاسيل. على سبيل المثال، عند إصابة الطيور بفيروس الماريك بالتزامن مع أنيميا الدواجن، يحدث ارتفاع في معدل الوفاة وزيادة في الأورام، كما يتم تنشيط عدوى الماريك الكامنة.
تأثير الفيروس على التحصين: يقلل الفيروس من فعالية التحصينات الوقائية، مما يؤدي إلى تأخر الاستجابة المناعية. في حالة الإصابة بأنيميا الدواجن، قد تلاحظ تأخر في إنتاج الأجسام المضادة، كما يحدث في حالة التحصين ضد الالتهاب الشعبي المعدي (IBV)، حيث يُلاحظ تأخر ملحوظ في إنتاج الـ IgA.
الوقاية: تعتبر الوقاية من فيروس أنيميا الدواجن أمرًا بالغ الأهمية للحد من خطر الإصابة بالأمراض الأخرى والتقليل من معدلات النفوق. من بين أفضل الإجراءات الوقائية:
- الالتزام بتطبيق معايير الأمن الحيوي الصارمة.
- تطهير المزارع بانتظام باستخدام المطهرات المناسبة.
- تطبيق برنامج تحصيني جيد، خاصةً في قطعان الأمهات.
التحصين: تحصين قطعان الأمهات يعتبر من الاستراتيجيات الأساسية للوقاية من انتقال الفيروس إلى الكتاكيت. يتم فحص عينات من القطيع باستخدام اختبار الإليزا للتحقق من وجود الفيروس. إذا لم تكن هناك إصابة، يُنصح بالتحصين باستخدام لقاحات حية إما عبر مياه الشرب أو الحقن، على أن يكون التحصين قبل وضع البيض بمدة تصل إلى 6 أسابيع.
مراقبة التحصين: يتم استخدام اختبار الإليزا لمراقبة كفاءة التحصين عن طريق قياس تترات الأجسام المضادة في الطيور. في حال كانت مستويات الأجسام المضادة منخفضة أو غير متجانسة، قد يلزم إعادة التحصين لضمان حماية القطيع.
التشخيص: يتم التشخيص باستخدام تقنيات PCR للكشف عن الفيروس في العينات المأخوذة من الطيور المصابة، بالإضافة إلى اختبار الإليزا لقياس مستويات الأجسام المضادة.
خاتمة: فيروس أنيميا الدواجن يمثل تهديدًا خطيرًا لصناعة الدواجن، وتتطلب مكافحته اتخاذ تدابير وقائية صارمة، بدءًا من تطبيق برامج الأمن الحيوي إلى التحصين الدوري للقطعان. من خلال المتابعة المستمرة والتحصين الفعال، يمكن تقليل الخسائر الاقتصادية والحفاظ على صحة الطيور.
بقلم الأستاذ الدكتور/ محمود السعيد صديق
أستاذ أمراض الدواجن - كلية الطب البيطرى- جامعة الاسكندرية
الموضوعات المشابهه

الزراعة: لجان تفتيشية مفاجئة على مراكز بيع

رئيس الوزراء: استيراد كميات إضافية من اللحوم

حملات توعية عن خطورة "إنفلونزا الطيور"
الاتحاد العام لمنتجى الدواجن: القطاع بدأ في

إقامة أكبر محمية بحرية في العالم بالقطب

الزراعة: حزمة إجراءات لمواجهة اللقاحات المضروبة ومخالفات

بيطري المنوفية: تحصين 283 ألف رأس ماشية

"تغيير تشريع تسجيلات الأعلاف يوفر أكثر من

الدواجن البيضا تسجل انخفاضا لليوم الثالث

الزراعة تعلن استمرار اعمال حملة ترقيم وتسجيل

شعبة الدواجن: 40% ركودا بالأسواق ومطالب بتحصين

"الزراعة": كيلو اللحمة بـ60 جنيها.. وتخصيص 19
تعليقات
اضف تعليق