إستخدام النيكليوتيدات الغذائية (Dietary Nucleotides) فى تغذية الدواجن

2021-03-03 10:45:48

الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد تونى

أستاذ التغذية و التغذية الإكلينيكية

كلية الطب البيطرى – جامعة القاهرة

حديثاً هناك اهتمام متزايد باستعمال النيوكليوتيدات المشتقة من الخمائر لتغذية الدواجن و الأسماك و الماشية ، ويرجع ذلك أساسا إلى تنامي البحوث التي تظهر الخصائص الصحية و الفوائد التى تعود على صحة الجهاز الهضمى و الامتصاص و التمثيل الغذائي و الانتاج عند استخدام هذه المركبات كاضافات علفية.

فى البداية اهتمت الابحاث العلمية بتطبيق تلك الاضافات كمكملات غذائية للأطفال والمسنين ، وتهتم العديد من الدراسات و الأبحاث العلمية فى الوقت الراهن بدراسة أهمية هذه المركبات و تأثيرها المباشر على الصحة و مقاومة الأمراض و تعظيم إنتاج الدواجن و الأسماك و حيوانات المزرعة المختلفة.

و بالرغم من أن كمية المعلومات العلمية و النتائج التطبيقية الخاصة بأهمية استخدام هذه الاضافات العلفية و مدى تأثيرها على الكفاءة الانتاجية للدواجن لا تزال محدودة بشكل كبير الا اننا نرى انها قد تكون من أهم الاضافات التى ستستخدم فى القريب العاجل للحد من استخدام المضادات الحيوية و الأدوية بشكل عام و لتعظيم الاستفادة من الأعلاف مما قد يكون له أثر عظيم على الصحة العامة و مناعة القطعان و مقاومة الأمراض و تعظيم الإنتاج.

ما هي النيوكليوتيدات الغذائية، ما هي طريقة عملها وكيف ينبغي تطبيقها وإدماجها في تغذية الدواجن وذلك لزيادة الأداء والحد من استخدام المضادات الحيوية .. هي الأسئلة التي ستعالجها هذه المقالة.

ما هي النيوكليوتيدات؟

النوكليوتيدات هى وحدات بناء الأحماض النووية أى هى اللبنات الأساسية للحمض النووي DNA و RNA ، وهي العملة الوراثية لجميع الخلايا الحية.

أين توجد النيوكليوتيدات؟

يمكن العثور على النيوكليوتيدات في جميع أنواع الأنسجة الحية تقريبا ، وبسبب ارتباطها و وجودها فى الأحماض النووية فهى تشارك في جميع العمليات الأيضية تقريبا من تخليق البروتين وانقسام الخلايا إلى انتاج و تمثيل الطاقة والأداء المناعي و غيره.

تشارك النيوكليوتيدات في هذه المجموعة الواسعة من العمليات ليس فقط من خلال كونها مطلوبة لتخليق الحمض النووي RNA و DNA ، ولكن أيضًا من خلال المساعدة في اصدار الأشارات و الأرتباط بين جميع الخلايا الحية  والتعامل كعوامل مساعدة لإنزيمات الجسم المختلفة و الأيض الغذائي.

النيوكليوتيدات هي الجزء النيتروجين الغير بروتيني فى جميع الخلايا الحية و خلايا الخميرة و مشتقات الخميرة مثل الخمائر الحية ومستخلصات الخميرة هي عادة أفضل مصادر النوكليوتيدات.

كيفية أستعمال النيوكليوتيدات كإضافات علفية و أهميتها الأقتصادية

على الرغم من أن الدواجن تستطيع تخليق النيوكليوتيدات داخل جسمها و لكن على ما يبدو بعد استحداث السلالات سريعة النمو و ضغوط الإنتاج العالى و المؤثرات الأخرى من أمراض و خلافه و بخاصة فى الأعمار الصغيرة تتأثر القطعان تأثراً سلبياً لإنتاج هذه المركبات الحيوية الهامة. ويعتقد حاليا أن القدرة على إنتاج النوكليوتيدات ، وخاصة في الحيوانات الصغيرة و الدواجن ، قد لا تكون كافية لتلبية الطلب و تعظيم النمو و المناعة و مقاومة الأمراض. ولهذا السبب ، وصفت النيوكليوتيدات بأنها ضرورية بشكل مشروط ، وستكون أكثر فائدة في فترات الإجهاد ، كما هو الحال أثناء تحديات الأمراض والصحة ، وكثافات العنابر العالية ، وفترات النمو السريع واستبدال أو إزالة المضادات الحيوية.

ولأن التنبؤ بالوقت الذي تصبح فيه الطيور مضطربة أمر صعب للغاية ، فإن استراتيجية التغذية الحكيمة هي ضمان توفير مستمر من النيوكليوتيدات الغذائية خلال مراحل الإنتاج .

و حتى الوقت الراهن لا توجد مقررات غذائية أو كميات محددة لاستعمال النيوكليوتيدات فى الأعمار أو الأعلاف المختلفة للدواجن و هى الآن تحت دراسات علمية فى جميع أنحاء العالم للوصول الى الأستخدامات المثلى لهذه المركبات.

وبطبيعة الحال ، فإن تكاليف التغذية و كفاءة الإنتاج تقود في النهاية إلى قرارات تضمين تلك الإضافات للأعلاف المختلفة ، لذا يجب أن يكون إدراج النيوكليوتيدات على الأقل "اقتصاديًا" ضمن برنامج التغذية المعين الذي يجري تقييمه.

و فى الختام عزيزى القارئ أذكر حضراتكم بأن الأبحاث العلمية و الاجتماعات و المؤتمرات حول العالم لم تتوصل إلى إجماع حول طريقة عمل النوكليوتيدات الغذائية ، و معدل اضافتها لأعلاف الدواجن المختلفة إلا أن الإمكانات التي تحظى بها هذه المركبات لتحسين الأداء و المناعة و تجنب الأمراض و الأجهاد تعتبر واعدة. و تظهر بيانات الدراسات العلمية قدرة النيوكليوتيدات الغذائية على تقليل تكاليف التغذية مع العمل في الوقت نفسه كبديل محتمل للمضادات الحيوية  وبالنظر إلى المستقبل ، قد تكون أهم الإضافات العلفية التى تعمل على تحسين صحة القطعان و تعظيم الإنتاج و مقاومة الأمراض المختلفة.