الزراعة التعاقدية وعلاقتها بالتنمية الزراعية المستدامة

2022-11-08 10:38:50

مفهوم الزراعة التعاقدية:

الزراعة التعاقدية: أسلوب حضاري لضمان تسويق المنتجات الزراعية بسعر متفق عليه

الزراعة التعاقدية هي نظام حديث يهدف إلى توفير الاستقرار للفلاح والمستهلك، حيث يتم الاتفاق بين الطرفين على تسويق المنتجات الزراعية بسعر مُرضٍ ومحدد مسبقًا. هذا النظام يُسهم في ضمان حصول المستهلك، سواء كان مصنعًا أو شركة، على المنتج في الوقت المتفق عليه وبجودة عالية، مما يعزز من كفاءة الإنتاج الزراعي واستقراره.

تطبيقات الزراعة التعاقدية:

1. الذرة الصفراء:

تعتبر الذرة الصفراء من أهم المواد الأساسية في صناعة الأعلاف، حيث تشكل 70% من مكونات علف الدواجن وتؤثر بشكل كبير على تكلفة الإنتاج. تصل احتياجات صناعة الدواجن من الذرة الصفراء إلى 6 مليون طن سنويًا، ويتميز المنتج المحلي بجودته العالية مقارنة بالمستورد.

من خلال الزراعة التعاقدية، يتمكن الفلاح من تسويق محصوله بسعر محدد مسبقًا، بينما تضمن مصانع الأعلاف ومزارع الدواجن الحصول على الكميات المطلوبة بجودة ممتازة. لضمان نجاح هذه العملية، يجب:

• الاتفاق على سعر مناسب للطرفين.
• توفير التقاوي عالية الإنتاج لزيادة المحصول وخفض التكاليف.
• تحديد المساحات المزروعة وفقًا للاحتياجات السنوية للصناعة.
• قيام وزارة الزراعة بالإعلان عن احتياجات العام المقبل من الذرة الصفراء لضمان التخطيط المبكر.

2. دجاج التسمين:

تداول الدجاج الحي يُعتبر من الأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض الوبائية مثل إنفلونزا الطيور. نظام الزراعة التعاقدية بين المزارع التجارية والمجازر الآلية يوفر طريقة أكثر أمانًا وصحة لتسويق الدجاج.

يساهم هذا النظام في تنظيم عملية تسويق الدجاج، مما يحقق وفورات كبيرة في التكلفة ويضمن جودة وسلامة المنتج عبر مراحل الإنتاج المختلفة. الفوائد المتوقعة تشمل:

• القضاء على تداول الدجاج الحي بشكل عشوائي.
• تحسين المعايير الصحية وجودة المنتجات.
• استقرار الأسعار في أسواق الدواجن وتحقيق الكفاءة في العمليات التسويقية.

3. الألبان:

على الرغم من أن الحليب هو أحد أهم السلع الغذائية، إلا أن الطرق التقليدية لتداوله في مصر لا تزال بدائية وتعرضه للتلوث. يتطلب تطوير هذا القطاع اعتماد نظام الزراعة التعاقدية لتجميع الحليب بطرق حديثة ونقله بوسائل مبردة.

شركات تصنيع الألبان في مصر قادرة على تطوير هذا النظام من خلال إنشاء مراكز تجميع مبردة وتقديم تسهيلات للمزارعين مثل القروض والأعلاف. النتائج المتوقعة تشمل:

• تحسين جودة وسلامة الحليب.
• تقليل الاعتماد على الحليب المستورد.
• دعم صغار المزارعين وضمان حصولهم على أسعار عادلة.

الشروط الأساسية لنجاح الزراعة التعاقدية:

• تحديد الكميات المطلوبة سنويًا بما يتناسب مع احتياجات السوق.
• ضمان توفير التقاوي عالية الجودة للمزارعين.
• تحديد معادلة سعرية عادلة ترضي جميع الأطراف.
• الإعلان المبكر عن مواعيد الزراعة والكميات المطلوبة من المحاصيل.

النتائج المتوقعة:

تساهم الزراعة التعاقدية في تحقيق استقرار أسعار المنتجات الزراعية، وتحسين جودة الإنتاج، وتقليل الفاقد والهدر، مما يحقق مكاسب للفلاحين والمستهلكين على حد سواء.

خاتمة:

الزراعة التعاقدية تمثل مستقبلًا واعدًا للقطاع الزراعي، حيث تضمن استقرار الإنتاج وتسويقه بطريقة عادلة للطرفين، مع تحسين جودة المنتجات وتحقيق الكفاءة الاقتصادية.

بقلم: دكتور مصطفي خليل

استشاري الإنتاج الحيواني