الأجسام المضادة فى صفار البيض للحد من انتشار الأمراض و تلوث البيئة

2021-08-05 12:07:50

أ.د. محمد أحمد تونى

أستاذ التغذية و التغذية الاكلينيكية - كلية الطب البيطرى – جامعة القاهرة

تواجه الآن صناعة الدواجن فى مصر و العالم كثيرا من التحديات و المعوقات. فعلى سبيل المثال لا الحصر الارتفاع العالمى لاسعار الخامات العلفية و كذلك انتشار الأمراض التى يصعب السيطرة عليها و صدور القوانين و التشريعات التى تحد من استخدام الأدوية و الاضافات التى تستعمل للحد من انتشار الأمراض مثل المضادات الحيوية أو مضادات الكوكسيديا و غيرها. و من هنا عزيزى القارئ كان على العلماء و الباحثين فى هذه الصناعة دراسة و توفير البدائل المناسبة لمواجهة التحديات المختلفة و تعظيم الاستفادة من الأبحاث العلمية لخدمة مربى و منتجى الدواجن لتوفير منتج آمن للمستهلك و تعظيم الأرباح للمنتجين و القائمين على هذه الصناعة. و لذلك سنناقش معا فى السطور القليلة القادمة أحدث ما يتناوله علماء تغذية الدواجن فى العالم و هو استخدام البدائل الطبيعية للأدوية و المضادات الحيوية التى أثبتت التجارب ثأثيرها الايجابى على صحة و انتاجية الدواجن و كذلك تأثيرها الفعال فى الحد من التلوث البيئى و انتشار الأمراض الذى بدوره ينعكس ايجابيا على صحة الدواجن و البيئة و الانسان.

من أهم البدائل التى يدرسها علماء تغذية الدواجن فى العالم هو استخدام صفار البيض و ما يحتويه من الأجسام المضادة (Egg Yolk Antibodies “EYA”) للوقاية و الحد من انتشار العديد من الأمراض بدلا من المضادات الحيوية التقليدية. وتشير البيانات المتاحة إلى أن الأجسام المضادة  فى صفار البيض تكون لها آثار مفيدة في الوقاية أو العلاج من الالتهابات البكتيرية والفيروسية في الدواجن والأنسان و الحيوانات المختلفة كما أثبتت التجارب العملية أنها تحد من انبعاث النيتروجين (NH3) فى زرق الطيور و البيئة وهذا له أثر كبير على الحد من انتشار الأمراض و لا سيما الأمراض التنفسية فى قطعان الدواجن.

الأجسام المناعية فى صفار البيض و الحد من الأمراض

أثبتت التجارب العلمية أن صفار البيض يحتوى على أجسام مضادة اكثر مما يحتويه مصل دم هذه الطيور و كذلك يمكن تنقيتها و استعمالها وعليه يعتبر العلماء أن الدجاج البياض يعمل كمصنع صغير لانتاج الأجسام المناعية المضادة للأمراض المختلفة ويطلق على الأجسام المناعية فى صفار البيض "IgY". كما أنه يمكن أن نحصل على أضعاف هذه الكميات من الأجسام المضادة بأستعمال الدجاج البياض المحصن للأمراض المختلفة (hyperimmunised hens) و ذلك بدون التأثير على حيوية و صحة الطيور كما أنه بدأ انتاج صفار البيض الذى يحتوى على أجسام مناعية متخصصة. و من بعض مميزات هذه الأجسام المناعية المضادة فى صفار البيض أنها شديدة التخصص للنوع (Phylogenetics) ولديها قدرة فائقة على مقاومة حموضة المعدة و لذلك يمكن أن تستخدم كأضافات عن طريق الأعلاف أو مياه الشرب للسيطرة على أو علاج كثيرا من الأمراض المعوية و غيرها.

و لقد أثبتت التجارب العلمية أن الأجسام المضادة بصفار البيض و بخاصة تلك المنتجة من دواجن سبق تحصينها للميكروبات المعنية لها قدرة عالية على الحد من و السيطرة على العديد من الأمراض مثل أمراض السالمونيلا و الايكولاى و الكوليستيريديا و الكامبيلوباكتر و غيرها. كما سجلت بعض الأبحاث العالمية أن صفار البيض له تأثيرا ايجابيا للحد من الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا و الألتهاب الشعبى و النيوكاسل و الجمبورو. و كذلك يسيطر عل انتشار الكوكسيديا بأنواعها المختلفة. و لذلك بدأ حديثا انتاج الأجسام المناعية المتخصصة بصفار البيض و أصبحت متاحة فى أسواق الولايات المتحدة و كندا و قريبا ستنتشر بدول الأتحاد الآوربى و نأمل أن نراها قريبا فى الأسواق المصرية.

الأجسام المناعية فى صفار البيض و الحد من تلوث البيئة

من أهم مصادر تلوث البيئة داخل مزارع الدواجن و كذلك أنتشار الأمراض المختلفة و لا سيما الأمراض التنفسية هى أرتفاع نسبة الأمونيا فى زرق الطيور و داخل العنابر و لذلك يعمل المربى على الحد من النيتروجين فى زرق و اخراج الطيور و بالتالى انخفاض نسبة الأمونيا (NH3) داخل عنابر التربية طوال فترات الانتاج.

التغذية السليمة هي خطوة أولى مهمة لتحسين الأداء والنمو وكذلك للحد من الآثار السلبية على البيئة. البروتين و مكوناته من الأحماض الأمينية من أهم العناصر الغذائية التي تؤثر بشكل كبير على نمو الحيوان و الدواجن. ومع ذلك فان الزيادة من البروتين أو الأحماض الأمينية عن احتياجات الطيور أو عدم كفاية الأحماض الأمينية في الوجبات الغذائية و الأعلاف يزيد من إفراز النيتروجين والانبعاثات النيتروجينية فى العنابر.

من أهم الطرق الحديثة للتحكم فى الأنبعاثات النيتروجينية فى اخراج و زرق الطيور هى منع نشاط أنزيم اليوريكيز

 (Uricase or Urate Oxidase “UO”or factor-independent urate hydroxylase)

و الذى يعمل على حامض اليورييك (Uric acid) لانتاج الأمونيا. الأجسام المضادة فى صفار البيض تعمل على تثبيط أنزيم اليوريكيز فى البكتيريا المعوية و بالتالى تتأثر و تنخفض بوضوح كميات الأمونيا المنبعثة من زرق الطيور. كما أن الأجسام المناعية المختلفة فى صفار البيض يكون لها الأثر الأكبر فى الحد من كميات الميكروبات المختلفة داخل أمعاء الطيور و كذلك يكون لها أثر كبير على انخفاض العد الميكروبى داخل عنابر الدواجن و بالتالى انخفاض نسبة الأمونيا فى العنابر.

ونستخلص مما تقدم عزيزى القارئ أن استعمال الأجسام المضادة بصفار البيض المنتج بالتكنولوجيات المناعية المختلفة له مستقبل مشرق كأضافة علفية تعمل عل رفع مناعة الطيور و السيطرة على أنتشار الأمراض المختلفة بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية و غيرها كما أن له قيمة غذائية قيمة لما يحتويه من أحماض أمينية قد تكون قليلة جدا فى المواد العلفية المستخدمة فى تغذية الدواجن كما أن هذه الأجسام فى صفار البيض تحد من التلوث البيئى الذى بدوره ينعكس ايجابيا على صحة و اداء ليس فقط الدواجن بل كل أنواع الحيوانات المختلفة عند استخدامه. وكان هدفى عزيزى القارئ من كتابة هذه السطور القليلة أن ألفت نظر القائمين على تربية و انتاج الدواجن الى أهمية و دور البحث العلمى لانتاج مثل هذه المنتجات التى لها بالغ الأثر على زيادة الانتاج وتعظيم الربح للمربى و يحتاج الأمر لكثير من الدراسات العلمية لمثل هذه المنتجات العالمية لتحقيق أقصى استفادة تحت الظروف المصرية.