2020-02-27 14:25:23

حوار- مصطفى فرحات:

تنتج مصر كل عام ملايين الأطنان من المخلفات، كان ذلك هو الخيط الذي قاد الدكتور سالي فودة، الباحثة بمعهد بحوث الهندسة الزراعية، نحو التفكير في عمل آلة تقوم بحرق المخلفات المتبقية من المزارعين ومواشيهم، وإعادة تدويرها مرة أخرى، لإنتاج ما يعرف بالبيوتشار والزيت الحيوي، واستخدامهم مرة أخرى في الأرض من أجل رفع كفائتها ودرجة خصوبتها. ولأن المشاريع الجديدة لا يكفيها الحلم وحده، إذ يجب أن ترافقها المثابرة والبحث والعمل الدؤوب، حيث ظلت لأكثر من سنتين ما بين البحث والتنفيذ، حتى خرجت الفكرة إلى النور. 

"جريدة مصر الزراعية"، حاورت الدكتور سالي، التي تخرجت من كلية الزراعة جامعة الزقازيق عام 2005، للوقوف على كواليس المشروع، وما الهدف منه وكيف أتت لها فكرة الآلة، وطبيعة المعوقات والمشاكل التي واجهتها لكنها استطاعت أن تتخطاها، وتصل بفكرتها لبر الأمان، وإلى نص الحوار:

ماذا تعني فكرة البيوتشار، وما الهدف الأساسي منها؟
هي عبارة عن ماكينة تصنيع محلي، تنتج البيوتشار من المخلفات الزراعية والحيوانية، حيث يتحدد الناتج بناءً على المخلف الداخل إلى الآلة، والهدف منها هو الاستفادة من حجم المخلفات الضخمة الموجود بمصر والتي يتراوح بين 35 و40 مليون طن في العام الواحد خاصة الزراعية، فيما تشكل خطرًا على حياة قاطني القاهرة الكبرى بالتحديد، فسعينا إلى أن ننتج منتجات حيوية صديقة للبيئة، لأن الآلة تعمل بنظام كيميائي حراري، يتم فيها رفع درجة المخلف إلى أن يتحول إلى غاز يتم فلترته وتكثيفه، ويخرج في النهاية في صورة زيوت، وإذ تمت تلك العملية بمعزل عن الهواء تنتج البيوتشار. 

ما هي الفوائد التي تعود على المزارع من وراء المواد التي تنتجها الآلة؟
البيوتشار له فوائد كثيرة جًدا، حيث يستخدم كمبيد حيوي خاصة في الأراضي المستصلحة حديثًا، فيقوم برفع كفاءة استخدام المياه والأسمدة التي يتم إضافتها، لأن التربة الرملية معروف عنها أنها تتعرض لحالة هبوط بعد الري، وبالتالي لا تتحقق للنبات الاستفادة الكاملة، وهنا يتدخل البيوتشار ويقوم بتركيز هذه العناصر في منطقة البذور، كذلك يعمل على خفض المسامية العالية في المياه معتمدًا على تقنية النانوتكنولوجي، وينتج الكربون النشط؛ والذي يبلغ ثمن الطن الواحد حوالي 1500 دولار، أما الزيوت فتستخدم كمبيد للحشائش والحشرات والفطريات، دون حدوث أي أثار جانبية.

هل متاح لأي أحد استخدام آلة البيوتشار؟
بمجرد الانتهاء من تصميم الآلة والفحوصات والاختبارات، توجهت على الفور إلى أكاديمية البحث العلمي للحصول على براءة الاختراع، كي أحفظ حقي ومجهودي، ومن ثم حضرت به الكثير من المعارض، وعن طريقها تلقيت طلبات من مزارعين ومستثمرين يريدون أن يطبقوا الفكرة، خاصة أصحاب مزارع الزيتون لأن الكثير منهم لا يستخدم مخلفاتها بشكل جيد، فمن حيث المبدأ أرحب بأن يستخدمها الجميع طالما أن ذلك لا يمس بحقي في الابتكار، في النهاية هو مصنوع من أجل أن تعم الفائدة على كل المستويات والأصعدة والنواحي العلمية والبيئية والاقتصادية.

كيف تفاعلت الجهات المعنية بالفكرة عندما قمت بعرضها عليها؟
مكتب التسويق والتكنولوجيا الموجود بمركز البحوث الزراعية، والمختص بتبني هذه النوعية من الأفكار الجديدة والمبتكرة، دعم الفكرة بقوة وقاموا بعمل الدراسات البحثية، لمساعدتي في تطويرها للخروج بأقصى استفادة ممكنة.

ما هو وجه الاختلاف بينها وبين الأفران العادية؟
يكمن الاختلاف بين كلا الحالتين في التكنيك المستخدم في كل منهما، وحجم المخلفات الداخلة والكيفية التي تخرج بها في النهاية، إذ يجب أن يتم تجفيف المخلفات التي تدخل إلى آلة البيوتشار جيدًا قبل عملية الفرم، وتقطيعها بشكل يتلائم مع مكونات الآلة، كذلك الغازات والأبخرة المنبعثة من الأفران العادية تكون بكميات هائلة تؤدي إلى حدوث ما يعرف بالسحابة السوداء، بعكس آلة البيوتشار تقوم بحرق الغازات السامة بالداخل وتحولها إلى زيوت.  

هل يقتصر عمل الآلة على حرق المخلفات النباتية والحيوانية فقط، أم أنها تقوم بمهام أخرى؟
عمل الآلة لا يقتصر على المخلفات الزراعية والحيوانية، لأنها أيضًا يمكن أن تقوم بحرق إطارات السيارات المستخدمة في صناعة البتروكيماويات، وأي مخلف آخر، لكن قبل التنفيذ يجب أن يتم إجراء دراسات وأبحاث موسعة لاختيار الآلية الصحيحة التي تتناسب مع طبيعة المخلف، يمكن أن نقول أن هذا المشروع يجب أن ينفذ على نطاق قومي بحيث تعم الاستفادة بشكل أكبر، ويُخصص لكل مخلف تنك منفصل عن الآخر.

هل متاح لأي أحد أن يقوم بشرائها أم أنها مخصصة لجهات أو أفراد معينين؟
البيع لا يتم إلا من خلالي لأني الوحيدة التي تملك مسوغات البيع، أو من خلال المعهد، كما أن هناك تعاون مع مصانع الإنتاج الحربي للمساعدة في عملية التصنيع إذا اقتضت الحاجة، حيث إن التصنيع يتم بشكل كامل داخل الورشة التابعة للمعهد.

كم تبلغ تكلفة شراء آلة البيوشار؟
التكلفة  تتراوح بين 20 و25 ألف جنيه، وهي متوقفة على حجم الآلة التي يريد المستثمر الحصول عليه، فكلما زاد الحجم ارتفعت التكلفة.

هل هذه هي المحاولة الأولى لك في مجال ابتكار آلات الهندسة الزراعية؟
أنا شاركت في مشاريع بحثية تتعلق بالهندسة الزراعية، منها ما تم بالتعاون مع جهات أجنبية، وكانت لها الأثر الكبير في توجيه بوصلة الاهتمام نحو تلك الفكرة، والمساهمة في تطويرها حتى تصل إلى هذا الشكل.

ما هي خطتك في الفترة المقبلة؟
أنا أعمل في الوقت الحالي باحثة في معهد بحوث الزراعية، بعد أن حصلت على الدكتوراة عام 2016، وأقوم في الوقت الحالي بالتحضير لمشاريع بحثية جديدة كي أحصل على درجة أستاذ مساعد.
 








الموضوعات المشابهه

وزارة البيئة تطرح مشروعات لإعادة تدوير مخلفات

المعادلة الصعبة في إنتاج الأدوية البيطرية

الأدوية المغشوشة تهدد الثروة الحيوانية فى مصر..

السموم الفطرية فى أعلاف الدواجن

خليك واعى.. حقيقة نقص الأعلاف

مدير بيطرى الأقصر: حملات توعية مكثفة لمربي

مصر تشارك فى اجتماعات المنظمة الإسلامية للأمن

وزير الصناعة يكرم معيدين اخترعا مصيدة لمكافحة

الأعلاف الخضراء الطريق للنهوض بالثروة الحيوانية

تعرف على أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 14-1-2020

الموافقة على تراخيص 13 ألف مزرعة إنتاج

بورصة الدواجن تخسر 15 مليار جنيه سنويا..

الاسم
البريد الالكترونى
التعليق
كود التحقق