الاعلاف المحببة والاعلاف الناعمة في تغذية الدواجن .. بقلم ا.د/ محمد احمد توني
2023-05-23 06:37:36
بعد الارتفاع غير المسبوق في اسعار الخامات العلمية والأعلاف في الوقت. الحالي فقد شهد العام ٢٠٢٢ ارتفاعا غير مسبوق في ارتفاع اسعار الخامات العلفية والأعلاف وتخطى سعر الأذرة واكساب الصويا وغيرها في جمهورية مصر العربية مستويات غير مسبوقة ولذا يجب على المربى ومنتجى الأعلاف والدواجن الاستغلال الأمثل لهذه الخامات وتعظيم الاستفادة في تحقيق اعلي انتاج وكلنا يعلم انه في السنوات الأخيرة شهدت صناعة الدواجن تطورا كبيرا على مستوى العالم في مختلف قطاعات التسمين والبياض والأمهات والجدود ولعلك تلمس عزيزي القارئ أنه في مجال التسمين على سبيل المثال لا الحصر ينمو الطائر عمر يوم من وزن ٤٠ جرام ليصل الى ۲۰۰۰ جرام فى المتوسط فى مدة حوالى ٣٠ يوم فقط ولما كانت انتاجية هذه القطعان عالية جدا فاننا جميعا نرى ونتفق على أن للتغذية دورا أساسيا وحساسا لدرجة عالية بدونه لا يستقيم الانتاج من حيث التكلفة المادية وكذا البيولوجية للطيور وانتاجها. كما أن كل قطعان الدواجن الآن وفي ظل هذه الظروف من ارتفاع اسعار الأعلاف وضغط الانتاج العالي والأمراض المستحدثه حساسه جدا لأقل نقص أو زيادة في العناصر الغذائيه التى قد تحدث خلال أي مرحلة من مراحل تركيب أو تصنيع العلائق الخاصة بهذه القطعان.
ولهذه الأسباب كان لابد أن يواكب هذا التطور فى عالم الدواجن تطورا ملحوظا في تكنولوجيا صناعة وانتاج الأعلاف التغطية الاحتياجات الغذائية المتعاظمة والكبيرة لهذه القطعان ذات الإنتاجية العالية والمتميزة ومن هنا أزداد الأقبال على ما يعرف بالأعلاف المحببة أو البيلتس (Pellets) لما لها من فوائد عديدة سنشير الى بعضها هنا ولكن يبقى السؤال
هل للأعلاف المحببة من أضرار على صحة وانتاج الدواجن؟
عملية تحبيب الأعلاف Pelleting وتأثيرها على القيمة الغذائية للأعلاف هي عبارة عن عملية تحبيب الأعلاف معالجة حرارية بوجود الرطوبة (عملية طبخ لمكونات الأعلاف) حيث يتم فيها ضغط جزيئات العلف المجروش والمرطب بالماء البارد أو ببخار الماء في حبيبات أو كا على درجة أو مضغوطات إسطوانية الشكل على درجة حرارة تتراوح بين ٨٠ - ٨٥ درجة مئوية لعدة ثوان (حوالى ٣٠ - ٦٠ ثانية) وتحت ضغط يعادل ١٠٠ كيلو باسكال ثم يتبع بعد ذلك عملية تبريد وتجفيف إلى أن يتراوح محتوى الرطوبة من ١٠ - ١٢%.
يعمل بخار الماء المضاف لخلطة الأعلاف على التغيير السطحي لجزيئات المادة وحدوث تبدل في سلوكها الديناميكي على سبيل المثال تظهر عملية الجلتنة Gelatinization على الجزيئات النشوية في تركيبة العلف ( جزيئات حبيبات الذرة غالبا ) - لذلك يلاحظ أحيانا اضافة الماء الى مخلوط العلف قبل عملية الطبخ فى العجان لتصل نسبة الرطوبة الى ۱۸% وهذا له تأثيراً ايجابياً على المنتج النهائى - ثم يدفع المخلوط ليمر عبر ثقوب قرص التحبيب (الذي يتحكم في قطر العلف الناتج محدثة بذلك ضغطاً داخل هذا القرص ويكون العلف الناتج في شكل مصبعات بأقطار مختلفة لتناسب عمر الطائر الذي يتغذى عليها، وغالبا يتم تكسير هذه المصبعات في أعلاف البادئ إلى ما يعرف باسم كرامبل (Crumble) ليناسب الكتاكيت خلال الأسابيع الأولى من عمرها.
تأثير الحرارة والضغط على العناصر الغذائية:
الكربوهيدرات:
تخضع حبيبات النشا أثناء معالجتها ببخار الماء والضغط المرتفع إلى عملية هضم أولية اذا صح القول أو ما يسمى بالجلتنة Gelatinization مما يزيد من كفاءة أنزيم الأميلاز في الهضم. ويزيد التحبيب من معامل هضم الألياف الخام بعد تعرضها للحرارة والضغط.
البروتينات:
يرتبط تأثير البروتين بمحتوى البروتين وبالظروف الفنية لعملية الضغط وبالتالي درجة حرارة الماء المستخدم ومدى فترة التعرض للضغط والحرارة حيث لوحظ عند تطبيق ضغط قدره ۱۰۰ کیلوباسکال على درجة حرارة ٨٠ درجة مئوية أنه لا يؤثر سلباً في القيمة الغذائية للبروتين. أما ارتفاع الحرارة أكثر من ٩٠ درجة مئوية يمكن أن يؤثر سلباً في هضم البروتين ويسبب انخفاض في فعالية المثيونين وكذلك انخفاض فعالية اللايسين والأحماض الأمينية الأخرى.
الدهون أو الزيوت:
إن الحرارة والضغط المستخدمة في عملية التحبيب لا تؤثر على الدهن أو الزيوت كقيمة غذائية في العلف المحبب ولكن يوجد أثر إيجابي ثانوي للحفاظ على الدهن والزيوت إذ يقل تأثير الأوكسجين في أكسدة الدهون ما يطيل فترة الحفظ والتخزين وكذلك المحافظة على الفيتامينات والكاروتينات الذائبة في الدهون.
الفيتامينات:
يختلف تأثير عملية التحبيب من فيتامين لآخر وبناءً على ذلك يجب زيادة الفيتامينات المضافة إلى الخلطة بنسبة 20 – 30 % لتعويض الفقد الناجم عن عملية التحبيب.
الإضافات العلفية:
تؤثر درجات الحرارة المرتفعة والضغط في محتوى العلف من الأضافات العلمية كالبروبيوتك والأنزيمات العلمية وكذلك بعض الأضافات الدوائية والمستخلصات العطرية وغيرها ولذلك يجب مراعاة تأثر جميع الأضافات العلفية بالحرارة والضغط المستخدم في التصنيع.
الفوائد والمزايا من استخدام الأعلاف المحببة أو المضغوطة:
1- حدوث هضم أولى لبعض الكربوهيدرات بالعلف (خاصة النشا مما يتيح لأنزيمات الهضم (α-amylases) هضم كمية أكبر وتوفير قدر من الطاقة لصالح الطائر.
2- تجانس العلف المقدم وتحسين طعمه وكذلك تقليل التغذيه الانتقائية للطائر.
3- تقليل فرصة انفصال المكونات بالعلف (Segregation).
4- قلة الناعم في العلف المنتج باعادة تصنيعه وكذلك قلة الفاقد من الخامات اثناء التصنيع.
5- يمكن استخدام بعض خامات الأعلاف غير التقليدية والغير مستساغة للطيور.
6- المساعدة في تكسير بعض المواد الضارة (Anti-nutritional factors) في بعض الخامات.
٧- سهولة تداول الأعلاف ولا يحدث فقد لمكونات العلف أثناء النقل والتداول
٨- زيادة كثافة العلفوبالتالي يمكن للطائر ان يستهلك كمية أكبر من العلف في وقت أقل ويفقد طاقة أقل بالمقارنة بالطاقة المفقودة عند تناول الأعلاف الناعمة.
9- يقلل الفاقد من العلف داخل المزارع.
10- تعرض العلف للحرارة والرطوبة والضغط أثناء عملية التصنيع يؤدي إلى قتل العديد من المسببات المرضية كالبكتريا والفطريات مما يعمل على تقليل المحتوى الميكروبي بالعلف.
هل للأعلاف المحببة من أضرار على صحة وانتاج الدواجن ؟
الاجابة على هذا السؤال في الوقت الحاضر فى غاية الصعوبة ولكن دعنا نناقش عزيزي القارئ بكل منطقية وأسلوب علمي ما تتهم به الأعلاف المحببة من الناحية العملية:
1- بالنسبة لمنتج الأعلاف المحببة لابد أن يكون دائم البحث عن الخامات العلفية البديلة وقليلة التكلفة حتى يستطيع المنافسة وقد يؤثر ذلك سلبا على انتاجية وصحة الدواجن.
2- تعرض الخامات العلفية للضغط والحرارة يفقدها بعض العناصر الغذائية ويؤثر سلبا على عناصر أخرى ولا بد من مراعاة ذلك.
٣- اعادة تصنيع الخامات الناعمة أو غيرها لا لشك أنه يؤثر سلبا على محتوى هذه الخامات من العناصر الغذائية.
4- عند اختيار الاضافات العلفية يجب أن تكون مناسبة لظروف التصنيع واقتصادية
5- زيادة الناعم في الأعلاف المحببة غير مطلوبة لأن الطائر يفضل المواد الخشنة وتراكم المواد الناعمة فى العلاقات يصحبه نمو الفطريات وتفاقم مشكلة السموم الفطرية.
6- الأعلاف المحببة تتيح للطائر تناول كميات كبيرة من الأعلاف في وقت قصير وباستهلاك طاقة قليلة جدا اذا ما قورنت بطاقة استهلاك الأعلاف الناعمة (Mash) وهذا يشكل حمل كبير على الجهاز الهضمي والانزيمى للطائر وبخاصة في الأعمار الكبيرة وتتهم هذه الأعلاف بالتسبب في ما يعرف بتقرحات القانصة Gizzard Erosions وزيادة معدلات النفوق في الأوزان والأعمار الكبيرة في دجاج التسمين.
7- الزيادة الهائلة في معدلات استهلاك العلف المحبب لدجاج التسمين وبخاصة الذكور بعد وزن حوالى ۱۷۰۰ جرام لا يواكيها كفأه فى عمل الجهاز التنفسي والجهاز الدورى والجهاز الأنزيمي والهرموني في الجسم مما يتسبب في حدوث ظاهرة الموت المفاجيء Sudden Death Syndrome - .(SDS)
8- في القطعان التي يتطلب نظام تغذيتها العلف المقنن يتناول الطائر العلف في وقت محدود مما يتيح الفرصة لزيادة داء الأفتراس بين الطيور.
وختاما لعلنا جميعا نتفق أن البحث العلمي في هذا المنعطف من الأهمية بمكان ولابد من تفعيل دوره حتى يجد المربى ومنتج الدواجن الاجابة لكثير من التساؤلات التي هو واحد منها ماذا نفضل الأعلاف المحببة أم الناعمة ؟ وفى أى الفترات يمكن استعمال هذه أو تلك للحصول على أعلى نتاج بأقل التكاليف؟
بقلم ا.د/ محمد احمد توني
أستاذ التغذية والتغذية الاكلينيكية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة.
الموضوعات المشابهه
وزير التنمية المحلية يجتمع مع نائبة وزير
نائب وزير الزراعة: تفتتح ورشة عمل التنمية
أسعار الدواجن اليوم الخميس 15-12-2017
شرطة التموين تداهم مجزر بالإسكندرية.. وضبط أكثر
إعدام رسالة كتاكيت رومى وضبط 4950 كجم
ضبط 11 ألف طن أعلاف بدون بيانات
الكوكسيديا في انتاج الدواجن
تعرف على الخطة الاستثمارية لنقل مزارع الدواجن
خلص العيد بس الجشع مكمل: اللحمة غالية..
10 % ارتفاعا فى أسعار الدواجن والبط
ضبط صاحب مزرعة دواجن بحوزته 32 اسطوانة
شعبة الدواجن: نجاح "بلاها لحمة"سيؤدى الى
تعليقات
اضف تعليق